«[size=18]بتعطيك جوانح، تطير بك إلى ما فوق السحاب، بيخليك بم بم، تجعلك تسابق الريح» عبارات إعلانية تستخدمها شركات إنتاج مشروبات الطاقة على شاشات التلفزيون وغيرها من وسائل الإعلام لإغراء المستهلكين على شرائها، مستعينة بصور لبعض الحيوانات او عارضي كمال الأجسام وتغلفها بإيحاءات جنسية لترويجها بين الشباب الذي يشكلون 65% من المقبلين على شربها، والذين في كثير من الأحيان يغفلون تأثيراتها الجانبية التي يحذر منها الأطباء والمتخصصون في مجال الأغذية، والتي قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة لا تحمد عقباها.
يقول محمود عبدالجواد موظف مبيعات في شركة إن مشروبات الطاقة أصبحت منتشرة على نطاق واسع بين الشباب، وأنها تنافس المشروبات الغازية في استحواذها على اكبر شريحة من المستهلكين، مشيرا إلى انه أصبح يتناولها بشكل شبه يومي، وخاصة عند شعوره بالإجهاد والتعب لأنه بات يعتقد أنها تزيد من طاقة الجسم وحيويته، وذلك كما يرد في الإعلانات التي تتناول مشروبات الطاقة والتي ساهمت إلى حد بعيد في تشكيل رغبة لدى المستهلكين في الإقدام على تناولها. وأوضح هشام يوسف أن مشروبات الطاقة نجحت في زيادة عدد المستهلكين من خلال الحملات الإعلانية الهائلة التي ركزت من خلالها على الطاقة والحيوية، مشيرا إلى انه قام بتجريبها عدة مرات ولم يلحظ أي تغيير كتلك المزايا التي تركز عليها الإعلانات والتي كان لها دور كبير في إقناع المستهلكين بضرورة تجريبها.
وأضاف أن مشروبات الطاقة أصبحت بديلا للمشروبات الغازية التي تحتكره شركات معروفة، وتستغل به نمط الحياة العصرية التي باتت تحتاج إلى طاقة وقوة لممارسة الأعمال الذهنية والجسدية المختلفة.
وقال الأستاذ الدكتور زين الميرغني من كلية الطب في جامعة الشارقة انه لوحظ في الآونة الأخيرة تزايد الطلب على مشروبات الطاقة، وتزايد أرباح الشركات المنتجة لهذه المادة ، فقد أظهرت إحصائية من الولايات المتحدة أن الدخل من مشروبات الطاقة عام 2001 قدر بـ 8 ملايين دولار.
وعام 2005 بـ 3 مليارات دولار، والمتوقع أن يصل في عام 2010 إلى 10 مليارات دولار، وان 65 % من المستهلكين في الدولة ودول الخليج دون سن 35 عاما، مشيرا إلى أن كثرة الإعلانات والمبالغة في عرضها على شاشات التلفزيون وما تعطيه هذه المشروبات من حيوية زائدة وفوائد للعقل والجسم، أهم أسباب رواجها بين الشباب.
وأضاف أن مشروبات الطاقة تحتوى غالبا على ماء وجلوكوز ونكهات مختلفة كالليمون والبرتقال والفراولة مع احتواء البعض منها على أملاح معدنية وفيتامينات، وان احتوائها على الجلوكوز وهو سكر الدم الذي يستعمله جميع الجسم في عملية تتم وتسمى علميا بالأيض، ينتج عنها طاقة هائلة لجميع أجزاء الجسم.
مشيرا إلى انه لوحظ كثرة استعمال هذه المشروبات في الملاعب ودور الرياضة وفي أيام الامتحانات للمساعدة على التركيز والسهر، وكل هذه الاستعمالات خاطئة ويمكن التعويض عنها عن طريق أكل النشويات، كالمعكرونة والأرز والخبز وكذلك السكريات كالسكر النباتي المستعمل في تحليه كوب الشاي العادي.
وأوضح الميرغني انه من الناحية العلمية يتعرض الجسم لطاقة كبيرة فورية تتطلب من البنكرياس إفراز كمية هائلة من الأنسولين والخمائر في الجسم لكي تتعامل مع هذا الهجوم الهائل من الجلوكوز.
وان الطاقة المخزونة في هذا المشروب تتحول إلى دهنيات تختزن في الجسم وتسبب السمنة والأمراض المعروفة الناتجة عنها كأمراض القلب والشرايين، كذلك فان تعرض البنكرياس لإفراز كميات هائلة من الأنسولين في وقت وجيز يسبب نشاطا زائدا لغدة البنكرياس ما يسبب الإجهاد، كما ينتج عن ذلك مرض السكر البولي.
وبين الميرغني أن بعض مشروبات الطاقة تحتوي على مادة الكافيين التي توجد في الشاي والقهوة ولكن بنسبة عالية تصل إلى 400 ملغرام للقارورة الواحدة مما يسبب عدم النوم لدرجة الأرق والتوتر، مشيراً إلى أنها قد تؤدي أيضا إلى الإصابة بأمراض التشنجات والصرع نتيجة لنسبة الكافيين الزائدة، و أن بعض هذه المشروبات في المملكة المتحدة تحمل تحذير للنساء والحوامل. نت
نتائج خطيرة
قالت ميسون الشاعر رئيس قسم التغذية بمنطقة الشارقة الطبية إن مشروبات الطاقة تحتوى على نسبة عالية من الكافيين وتصل نسبتها بما يقارب كمية الكافيين في الكوب الكبير من القهوة، مشيرة إلى أن الشركات المنتجة لهذه المنتجات تتوجه غالبا للشباب والمراهقين تحت سن ال30 عن طريق الإعلانات بكافة وسائل الإعلام المختلفة وتوزيع عبوات مجانية ترغب الأشخاص في تجربتها، و يتم الإيحاء بقدرتها على زيادة طاقة الجسم وبث نشاط حركي لتسويقها بينهم.
وأضافت أن ما لا يدركه كثير من الشباب الذي يشربونها بشكل مفرط أنها يمكن أن تشكل خطورة عليهم، فزيادة نسبة الكافيين قد تسبب خفقان القلب عن المعدل الطبيعي، ورفع ضغط الدم، ومنع النوم واليقظة لمدة طويلة ترهق المخ والجسد.
كما قد تسبب جفاف الجسم ويؤثر ذلك على حياة الإنسان وقد يصل أحيانا إلى حدوث وفاة عند زيادة تناول عبوات الشرب، وخاصة في بعض الرياضات التي يحصل فيها تعرق شديد مثل المشاركة في الماراثونات حيت تسبب هبوط حاد في القلب والموت إذ تم تسجيل حالة بالفعل في إمارة أبوظبي في 2006.