امـرأة بيـن حزنيـن. بقلمي ضيـاء الشمس

امرأة بين حزنين




تجلس في ركنها الهادئ تتدثر بفستانها الأبيض ، تلتف حولها نساء كثيرات، حزينات، رسم الزمن على وجوههن تجاعيد الألم، و وشم على صفحات تاريخهن بمداد الدم تضاريس المعاناة و العذاب، نظراتهن الميتة تحدق ببلاط الأرض ظهورهن مقوسة من فرط انحنائهن للسادة..........

دموع متيبسة في المقل و أخرى تجري على الخدود لتسقط معانقة الأرض في التحام غريب.. لا تزال هناك جالسة ، لا تدرك شيئا مما يدور حولها، تعانقها امرأة تهمس في أذنيها بألفاظ غير مفهومة.. ثم يليها نساء أخريات، يرددن نفس الكلمات بنفس الأسلوب بنفس النبرة، كلمات تحمل في طياتها الكثير من الحزن و المواساة.........

في عالمها الآخر حيث لا تدرك شيئا مما يدور حولها هل هي كلمات تعزية أم تهنئة؟ تعود بذكرياتها إلى الوراء، إلى الأمس القريب....كانت تستفيق يوميا على ألم ركلته تعيدها دوما من جنة الأحلام إلى أرض الواقع المقيت، صدى صوته البغيض يطالبها بالإفطار، ثم ينهال عليها بشتـائم لا حصر لها تجهز الأكل بسرعة و هي تتوجس خيفة من صفعة مرتقبة بينما نظراته تراقبها كفهد يستعد للانقضاض على فريسته، تضع الطعام على الطاولة و تسرع للاختباء بعيدا في غرفة الأطفال.

نساء كثيرات شاحبات الوجه، حزينات يبكين.. تتساءل بمرارة ما الذي يبكيهن، موت زوجها؟..أم أن الأحزان تولد كل مرة جبارة في نفوسهن المتقرحة بأوجاع المآسي ، أم أنها دموعهن المختزنة في أعماق أحاسيسهن طوال حياتهن، فلم يجدن غير هذا الفضاء المأتمي لإفراغها.

لازالت تتفرس في وجوههن من عالمها الآخر، و تتساءل هل هو ثوب الحداد هذا الذي ترتديه أم ثوب زفاف الحرية و الفرح المزهر خلف قضبان سجنها حيث كانت أشلاؤها تتعفن في ذكرياتها الماضية يوما بعد يوم.

حل المساء، تفرقت النسوة، أما هي فعادت لتنام وحيدة حرة

استيقظت صباحا على الم ركلة ككل صباح، سقطت على الأرض جالت بعينيها في المكان بحثا عنه، لكنها لم تره، استعادت تفاصيل اليوم المنصرم، أدركت انه رحل بدون عودة حاولت أن ترسم ابتسامة على شفتيها لكنها لم تستطع.



بقلمـــي

شكراً لك بونيشر على هل المساهمة الطيفة منك

تقبل مروري

مشكووووووووووووور

على الألحان اللطيفة

و تقبل مروري