الغلاف الجوي
هناك الآن دليل(جلي لا لبس فيه) على آثار تغير المناخ, و هناك توافق في الرأي على أن الأنشطة البشرية كانت حاسمة في حدوث هذا التغيير, فقد ارتفع متوسط درجات الحرارة العالمية بنحو0,74 درجة مئوية منذ1906 و أفضل تقدير للارتفاع في هذا القرن من المتوقع أن يتمثل في زيادة أخرى تتراوح بين 1,8 و 4 درجات مئوية, و يعتقد بعض العلماء أن زيادة قدرها درجتان مئويتان في المتوسط العالمي على مستويات درجات الحرارة فيما قبل الصناعة هي العتبة التي بعدها يصبح خطر حدوث دمار كبير و لا يمكن اصلاحه أمرا أكثر جدارة بالتصديق.
و تبين عينات الجليد الجوفية الأسطوانية أن مستويات ثاني أكسيد الكربون و الميثان تزيد الآن كثيرا على مدى تباينها الطبيعي غير الخمسمائة ألف سنة الأخيرة.
لقد دخل مناخ الأرض في حالة غير مسبوقة في عصر ما قبل التاريخ الحديث و ترتفع درجات الحرارة المتوسطة في المنطقة القطبية الشمالية أسرع مرتين من باقي العالم.
و سيستمر ارتفاع مستوى سطح البحر بفعل التمدد الحراري للمياه و ذوبان الأنهار الجليدية و الأغطية الجليدية في المستقبل المنظور, مع عواقب ضخمة محتملة اذ يعيش أكثر من 60 في المائة من السكان على النطاق العالمي في حدود 100 كيلو متر من الساحل.
و من المحتمل أيضا أن يؤثر تحمض المحيطات المتنامي و ازدياد درجات الحرارة على الأمن الغذائي العالمي, و سيصبح الاسهال و الملاريا أكثر انتشارا و الاتجاهات الحالية ليست مواتبة لتثبيت غازات الدفيئة, و قد شهد الطيران زيادة قدرها 80 في المائة في الأميال المقطوعة بين 1990 و 2003, في حين ارتفع الشحن بالسفن من 4 مليارات طن من السلع المحملة في 1990 إلى 7,1 مليار طن في 2005 و كلا القطاعين يخلقان طلبا ضخما و متزايدا على الطاقة.